(أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا..)!
أكدت المقاومة الباسلة في «معركة غزة»، كما الشهداء الأبرار، أن الحياةَ وقفةُ عِز، وأن معجزة الإنسان أن يلقى ربه وأنفه مرفوع، ورأسه في عنان السماء. لقد تنادى إلى المقاومة رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه… مؤكدين أن السبق إليها هو حق القادرين عليها، بغير ادِّعاء من أحد في فضل يتوهَّمه، أو يوهم الآخرين به… إن هؤلاء الأبطال، الذين يقاتلون، والذين قضوا في ساحة الشرف والتضحية، إنما يمدّون جسرًا إلى المستقبل العربي، ويزيلون من عليه كل ألغام الحقد والغدر والدمار، ويُعبِّدونه بأجسادهم الطاهرة، وأرواحهم الزكية… فهم إنما يستشهدون أيضًا من أجل حياة حرة كريمة… مؤكدين أن تواريخ الشعوب العظيمة تكتبها دماء الشهداء العظيمة… وأن الآمال لا تتحقق جزافًا… لكن الآمال تشتريها التضحيات، وبمقدار ما يتسع الأمل يرتفع الثمن. إن المقاومة تبني طاقة الحياة والحرية والأمل… في حين يفجّر العدو الأمريكي – الصهيوني القوى المدمرة التي تسعى إلى القتل والدمار والخراب.
إن الحرب الشاملة، التي تواجهها غزة المناضلة، هي بالضبط «سلام إسرائيل» الموعود… إن نزعات العنصرية والعدوانية والتوسعية كامنة في البنية التحتية لإسرائيل… كما أكدنا، وأكّد غيرنا كثر، منذ بدء الصراع. فماذا يقول الآن أنصار التسوية… والواقعية… والتطبيع؟
لنسأل أنفسنا: ما هو الهدف السياسي للحرب الإسرائيلية؟ ماذا فعلت إسرائيل حتى الآن، بعد أكثر من عام ونصف العام من العدوان، أكثر من قتل البشر والشجر والحجر؟ لقد تجاوز عدوانها حد المحرقة والإبادة، بسبب قوة النيران الهائلة، والإرادة الوحشية المحرِّكة لها. ثم ماذا يمكن أن تفعل أكثر من ذلك، في حين ما يزال قطاع غزة – أصلًا – تحت الاحتلال؟
أما الهدف السياسي الذي التزمته المقاومة فقد تمثَّل بانتصار الصمود، وانتصار الإرادة. ولنلاحظ أن هذا الشعب الفلسطيني البطل قد مارس فعل الصمود – أولًا – ضد الحصار الإسرائيلي الجائر، الذي بات يعدُّ سلاحًا من أمضى أسلحة الدمار الشامل، وأشدها فتكًا، ثم مارسه في مواجهة العدوان الإسرائيلي الشرس… ثم انتصار الإرادة – ثانيًا – من منطلق أن الصراعات الإنسانية منذ فجر التاريخ هي أساسًا «صِدام إرادات»، وليست الهزيمة العسكرية، ولا حتى احتلال الأرض. هكذا أكدت المقاومة الباسلة أن قطعة من الأرض قد تسقط تحت الاحتلال، لكن أية قطعة من الإرادة العربية ليست عرضة لأي احتلال… هكذا تؤكد المقاومة أنها على استعداد لأن تبذل من حجم الكفاح، ومن حجم الدم، ما هو ضروري لترجيح منطق الحق والعزة والكرامة… ما يشرِّف هذه التضحيات… ويعزز مقدارها.
إن روح المقاومة والانتفاض هي التي زرعت العزة والكرامة في صفوف الأمة، ففرضت خط انتصار تاريخي من نصر السويس، ونصر الجزائر، إلى نصر الأمة عام 1973، إلى نصر الانتفاضة الفلسطينية، ونصر المقاومة في لبنان عامَي 2000 و2006 إلى نصر طوفان الأقصى، وهو ما أعاد تأكيد أن لغة المقاومة، والتصدي للقوة بالقوة، وأن ما أُخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة، هي اللغة الوحيدة التي يفهمها العدو.
مع ذلك، وحتى على فرض أن المنطقة لم تعد تتحمل حربًا جديدة مباشرة بين العرب وإسرائيل؛ فإن المواجهة العسكرية ضد الاحتلال ستستمر، وستكون أداتها هي قوى المقاومة المسلحة. إن المقاومة هي الطريق الوحيد لوحدة الهدف العربي، وهي الوسيلة الوحيدة، في الظروف السائدة اليوم، التي تتمكن فيها شعوب الأمة من أن تفرض إرادتها على أرضها، وعلى من يحتل أية بقعة من هذه الأرض… وهي مقاومة يرشحها للاستمرار طبيعة الصراع العربي – الصهيوني، وسلوك العدو وتوجهاته، مثلما تؤسسها فكرة الجهاد التي دخلت مجال الصراع ضد إسرائيل، فأعطت المقاومة المسلحة للعدو طابع الفريضة الدينية، الواجبة شرعًا، فضلًا عن مضمونها السياسي الوطني التحريري. إن المقاومة الشعبية المسلحة ليست مجرد ممانعة رمزية للاحتلال، وضد الاستسلام، حقًا إنها لا تعوَّض بحال الحرب النظامية، لكن إلى جانب قيمة تلك الممانعة وفعاليتها في مناخ الاستسلام للأمر الواقع الإسرائيلي؛ فهي تعبِّر عن حاجتين في الصراع:
أولاهما، حاجة استراتيجية تمثلها حقيقة أن هذا الصراع هو في المقام الأول صراع وجود لا صراع حدود… صراع أمة وشعوب ضد عدو، قبل أن يكون صراع حكومات وجيوش، وأنه – لهذا السبب بالذات – ينبغي أن يستمر كذلك.
وثانيتهما، حاجة تكتيكية تمثلها وظيفة تلك المقاومة المسلحة في استنزاف العدو – بشريًا واقتصاديًا – وفي زعزعة استقراره النفسي، ثم في تنمية حس المواجهة ضده من جانب الشعوب العربية، وهي جميعها ذات عوائد سياسية ونفسية بالغة الأهمية.
لقد ضربت المقاومة في قلب فلسطين؛ في العمق الإسرائيلي، مزعزعة الأمن الإسرائيلي العسكري والنفسي في المركز، ومؤكدة أن اتفاقات الإذعان لا يمكن أن تنهي بأي حال قضية الشعب الفلسطيني وحقوقه، ولا أن تصادر إرادته في القتال المشروع دفاعًا عنها. وإذا كان من الصعب حسم الصراع العربي – الإسرائيلي عسكريًا، فإن وظيفة المقاومة هي في عدم حسمه سياسيًا ضد الأمة العربية، وإذا كان التوازن الاستراتيجي مختلًا لمصلحة إسرائيل فإن من وظيفة تلك المقاومة أيضًا ألّا تجعل التوازن النفسي مختلًا لمصلحتها.
لقد خبر الشعب الفلسطيني عمليًا، داخل وطنه وخارجه، حصاد وحقيقة عملية التسوية، وهو مهيَّأ لمتابعة العطاء، وتقديم التضحيات، وتحمُّل تبعات المقاومة، كما لصراع النفَس الطويل، شأنه طوال قرن مضى، حتى لقد استحق عن جدارة لقب «شعب الجبارين».
كذلك استجابت الجماهير العربية لتحديات المرحلة بالتوجه نحو «المقاومة المسلحة» و«العمليات الاستشهادية»، فضلًا عن تفعيل «المقاطعة»، ومواجهة «التطبيع». انطلاقًا من هذا الفهم للتحديات التي تواجهنا ونواجهها، تتضح الأهمية البالغة لاستمرار «روح الانتفاض» في محيط الأمة، ومدى فساد «منطق المساومة» وجدارة «منطق المقاومة»، في مواجهة محاولات الهيمنة الأمريكية – الصهيونية.
إن انتصار الصمود وحده كان يكفي، وانتصار الإرادة وحده كان يكفي، فما بالنا إذا أضيف إليهما تكبيد العدو الإسرائيلي خسائر بشرية ومادية فادحة، بأي معيار واقعي تقاس به الموازين، كما أنها أنزلت به هزيمة من نوع خاص في ميدان الأمن النفسي. ثم إن انتصار الصمود وانتصار الإرادة فتح الباب أمام تحولات هائلة لمصلحة المقاومة، وقضية الشعب الفلسطيني، في صفوف الرأي العام العالمي، وفي مختلف دول العالم، بعد ما كان قد لحق بهما على أيدي أنصار التسوية… والواقعية… والتطبيع.
تنطلق استراتيجية معالجة الصراع العربي – الصهيوني، في هذه المرحلة، من فرضية المقاومة الممكنة، لا من فرضية النصر المقبل، ولا من فرضية الهزيمة القائمة. بينهما منطقة ينبغي الاجتهاد في العمل فيها: الدفاع الإيجابي الذي لا يدّعي ولا يسلِّم ولا يستسلم. في هذا السياق نفسه يصبح الصمود لا مجرد فرضية ممكنة، إنما فريضة واجبة… بل يعّدّ الصمود بذاته فعل مقاومة، ففي أية مقارنة، لا شك في أن تكلفة الصمود أقل كثيرًا، وأرفع شأنًا وأكثر شرفًا، من التكلفة الفادحة للاستسلام… إذا جازت المقارنة.
كذلك فإن الصمود يمثل فعل إرادة الأمة، ولا بد لهذا الفعل في النهاية من أن يعلو على إرادة الحكام، وهذا ضمان مهم في المستقبل. أساس ذلك أن خبرة الصراع العربي – الصهيوني، وخبرة أي صراع، تؤكد أولًا أن الفيصل في حسابات النصر أو الهزيمة هي إرادة الأمة، وانتصارها أو انكسارها، كما تؤكد ثانيًا أنه مع الإرادة تتعاظم الإمكانيات حتى المحدود منها، وفي غياب الإرادة تضيع الإمكانات مهما عظُمت. ولنقارن بين خبرات الهزيمة عام 1967، وخبرات النصر عام 1973… والمقارنة هنا واجبة.
من ناحية أخرى، ينطوي خطاب «رفع المعاناة»، و«تكلفة المقاومة»، و«تعداد الشهداء»، على موقف مبدئي، يتعلق بمنطق التاريخ والكرامة؛ فالمسألة لو قيست بهذه الحسابات لما عمد أي شعب إلى المقاومة، على الرغم من أن الذين يدفعون الثمن هم الذين يقاومون ويقاتلون. خلاصة القول إن نظرية رفع المعاناة في التعامل مع الاحتلال، هي نظرية لا كرامة فيها، ولا تليق بشعب يحترم شهداءه وتضحياته، مع تأكيد أنها تضحيات عزيزة وغالية، ومصدر فخر وشرف… ولنتذكر أن شعب الجزائر قدَّم مليون ونصف المليون شهيد.
إن التقدير السليم لحقيقة «اختلال توازن القوى»، يقتضي مراجعة «المنهج» المستخدم في مقارنة الإمكانيات. لا شك في أن إسرائيل تتفوق على البلدان العربية في كثير من المجالات، لكن ذلك لا يعني أن تلك البلدان تعجز عن مواجهة إسرائيل ما لم تكن أقوى منها، أو ندًّا لها في كل المجالات، كما تؤكد خبرات حرب 1973. بل إذا ما خلد أي شعب إلى مثل هذه «الحسابات» قبل أن يشرع في مقاومة الاستعمار لما قامت حركة تحرير واحدة. إن حروب التحرير كافة كانت تنشأ بينما الدولة الاستعمارية أقوى منها بمراحل، رغم ذلك تكون حروب التحرير متاحة، ويكون النصر فيها ممكنًا، لأن الشعب المقاوم يملك مصادر قوة بديلة فاعلة، في مقدمها الإرادة والتضحيات، تجعل «التوازن» إجمالًا في مصلحته، ويكون النصر بالتالي ممكنًا.
قد تكون هذه المراجعة مناسبة لمناقشة المسألة من منظور جدير بالاعتبار؛ فمن الملاحظ أن من بين المصطلحات الأكثر شيوعًا في الخطاب العربي المعاصر هناك ثلاثة تعبيرات: أولها، «التكيف مع المتغيرات الدولية»؛ وثانيها، «مراعاة موازين القوى»؛ وثالثها، «مراعاة الرأي العام العالمي». لا شك في أن هذه المصطلحات تتحلى بدرجة من «الهيبة العلمية»، وتتسم بمسحة من «الواقعية» التي تبدو ضرورية لإخراج الخطاب العربي من براثن «الشعارات» كما يقولون! لكن الخطورة في شيوعهما، وفي طريقة استخدامهما. إن المفارقة الصارخة، الكامنة في تلازم هذه المصطلحات، تتمثل أساسًا في أن الدعوة إلى «التكيف مع المتغيرات الدولية»، تتطلب منا في الوقت نفسه أن نتعامل مع «ميزان القوى الراهن»، والرأي العام العالمي، وكأنهما موازين ثابتة، لا تخضع هي الأخرى لحكم قانون التغير نفسه!
في هذا السياق، يتصور التحالف الأمريكي – الصهيوني أنه يمكن أن يستغل الظروف السائدة لكي يحقق «اختراقًا» في فلسطين – وربما في سورية ولبنان وإيران أيضًا – يعوض به جملة هزائمه. لذلك لا بد من النظر إلى المخاطر المحدقة بنا في إطار عدة حقائق:
أولاها، إن الصراع الدائر في فلسطين يرتبط بالمواجهة الكبرى في المنطقة بين المشروع الأمريكي – الصهيوني، وبين قوى الممانعة والمقاومة، قوى القومية العربية الراغبة في التحرُّر السياسي والتقدم الاقتصادي والاجتماعي والوحدة، وقوى الهيمنة الغربية، التي تسعى إلى ترسيخ التبعية والتخلف والتجزئة في المنطقة، ورعاية المشروع الصهيوني للمساهمة في تحقيق هذه الأهداف.
ثانيتها، إن ما يجري في المرحلة الحالية هو فصل جديد تسعي الولايات المتحدة – حتى قبل إسرائيل – إلى أن يكون فصلًا أخيرًا، لحسم الصراع التاريخي في المنطقة لمصلحة «نظام الشرق الأوسط». تؤكد كل الشواهد المتواترة، والمعلنة، أن هناك «خريطة سياسية واقتصادية» تُرسم من جديد للمنطقة، قد تكون الأكثر خطورة من خريطة سايكس – بيكو؛ فتلك الخريطة القديمة كانت مجرد عملية «توزيع إرث» رجل أوروبا المريض: الإمبراطورية العثمانية، لكن الخريطة الجديدة تهدف إلى أن تكون «شهادة ميلاد» لنظام جديد لا مجرد «إعلام إرث» لرجل مريض مات.
ثالثتها، خلافًا لما يروِّج له «معسكر الاستسلام» لضغوط التحالف الأمريكي – الصهيوني، فقد ثبت أن عنصر الزمن لا يعمل لمصلحة هذا التحالف، وأنه كلما مرَّ مزيد من الوقت على عجز هذا التحالف عن تثبيت ما تم إنجازه على الورق، وتحويله على الأرض إلى حقائق ووقائع، تزداد المعارضة والمقاومة لمشروعه قوة وزخمًا. إن السنوات التي مضت منذ «مسيرة التسوية» وإفرازاتها وتداعياتها، كشفت على الأرض ما كان غامضًا على الورق، وكشفت للأبصار ما لم تكتشفه البصائر. فهناك يأس في «معسكر التسوية»، من مخاطر التبعية للولايات المتحدة، حيث تأكد لديهم أن تلك التبعية ليست هي الحل، لأن الأمن القومي لا يمكن استيراده من الخارج، وكذلك «رغيف الخبز». وإذا كانت التبعية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالتخلف والتجزئة وإسرائيل، فإن كسر تلك الحلقة الخبيثة في إحدى حلقاتها، يمكن أن يؤدي إلى كسر السلسلة برمَّتها.
رابعتها، أن المنطق العربي الذي يذهب إلى «انعدام البديل» يحتاج إلى مناقشة موضوعية. فهذه الفرضية تجعل الزعماء العرب في حِلٍّ من تبعة مسؤوليتهم عن سوء الأداء في السياسة الخارجية. فلا شك أنه عندما تضيق الخيارات إلى هذا الحد، ولا يبقى هناك سوى «خيار واحد»، ويصل القرار السياسي إلى الإقرار بأنه لا يملك بدائل غير ما هو معروض، أو مفروض، عليه، فمعنى ذلك أن العمل السياسي يفقد أهليته وشرعيته. فمعيار قيمة القرار السياسي أنه اختيار بين بدائل؛ فإذا لم يعد هناك غير بديل واحد أو وحيد في شأن «السلام» المعروض، أو المفروض، فلا مفرَّ من التسليم بأنه «سلام الإذعان»… لا «سلام الشجعان»!
إن الحياةَ وقفةُ عِز… وبعد عشرات السنين، وحينما يُكتب التاريخ بشرف وأمانة، وبغير أية أحقاد وعقد، فإن التاريخ سوف ينصف رجال المقاومة، أبسط ما سوف يقال عنهم: حقًا لقد كانوا الرجال، وكانوا على مستوى المسؤولية، وكانوا الأوفياء لأمانتها. إن كل منهم تحمل مسؤوليته بشجاعة… وتقبل الحساب عنها في كبرياء… ومثل كرامة وإرادة أمة بأسرها… في لحظة من أحلك اللحظات في تاريخها… وكذلك يفعل الرجال!.
كتب ذات صلة:
في معنى المكان: وحي من دروس المقاومة المقدسية
المصادر:
هذه هي افتتاحية العدد 556 من مجلة المستقبل العربي لشهر حزيران/يونيو 2025.
مجدي حماد: رئيس مجلس أمناء الجامعة اللبنانية الدولية.
مجدي حماد
■ حاز الدكتوراه في العلوم السياسية من كلية الاقتصاد والعلوم السياسة في جامعة القاهرة 1980.
■ درّس في عدد من الجامعات والمعاهد المصريه، وهو يعمل" منذ عام 2001 أستاذاً في الجامحة اللبنانية الدولية (لبنان)، وهو رئيس مجلس أمنائها منذ عام 2010، وكان رئيساً لها وعضواً في مجلس أمنائها في أعوام 2002-2010.
■ له عدد كبير من المؤلفات في السياسة والعلاقات الدولية.

بدعمكم نستمر
إدعم مركز دراسات الوحدة العربية
ينتظر المركز من أصدقائه وقرائه ومحبِّيه في هذه المرحلة الوقوف إلى جانبه من خلال طلب منشوراته وتسديد ثمنها بالعملة الصعبة نقداً، أو حتى تقديم بعض التبرعات النقدية لتعزيز قدرته على الصمود والاستمرار في مسيرته العلمية والبحثية المستقلة والموضوعية والملتزمة بقضايا الأرض والإنسان في مختلف أرجاء الوطن العربي.